...إن الكيد لا يضر إلا صاحبه والمكر لا يقع في النهاية إلا على من قام به فلا يغتر الماكر بدهائه وذكائه ويظن نفسه أنه داهية أو مخطط فإنما لا ولن يضر إلا نفسه وهو على عَجَلٍ يحفر قبره وما أكثر الأمثال بين ظهرانينا...!!!
يكفي لهذا الماكر أن يأخذ العظة والعبرة من سابقين وقد سلكوا نفس الدرب المظلم بالظبط ماذا استفادوا...؟ وكيف كانت نهايتهم...؟ يقول بعض العارفين إن معظم الأحداث التي يمر بها الناس متشابهة ولو أخذوا العبرة من بعضهم لَكَفَتْهُمْ.
والمكر لا يبني قصورا ولا يعمر دورا ولكنه يجني الخيبة والخذلان والخراب وإلى ما لا تُحمد عقباه فهو وسيلة يلجا إليها كل من مات ضميره يمشي بين الناس وقد فقد إنسانيته مرء غير مستقيم وغير سوي سمي عند الخلائق وعرف بينهم وعاش بأقبح الصفات...!!!
ومن سار على هذا الدرب ختم له بهكذا نهاية فلا يفلح الماكر أينما توجه حتى وإن نجح في بداياته وفرح سيفشل في نهاية المطاف وسيقع في شر أعماله ويعض أنامله ندما وإذا سألت عنه إذا هو قابع في ظلمات سجن ذي ثلاث بين جنبات بيته واهله أولا ونظرة الناس ثانيا وقد ضاقت به الأرض بما رحبث واطبقت عليه السماء ثالثا فلا هو أصبح كما يريد إن تنفس كانه من ثقب إبرة وعيشه كطير على مقلاة زيت لا هو ينجو فيطير ولا هو يموت فيستريح...!!! وهذا هو الجزاء من جنس العمل يدفع ثمن مكره للآخرين طريق أعوج محفوف بشتى المخاطر.
وأهل المكر بين الناس وللناس تدور الدوائر عليهم فلا تجد ماكرا إلا ممكورا به يضمرون من أجل مآرب خبيثة تشبه نواياهم الخاربة للوصول إلى أهدافهم ولكن الله لهم بالمرصاد دائما يفضحهم ويكشف أوراقهم وكل بصير مدرك يعرفهم بسيماهم فللخير وجوه وللشر وجوه.
ونهاية فليستبشر كل ممكور به بذلك وليصبر ولا يحزن على المكر به فالفوز له دوما وابدا في نهاية المطاف.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق